ما هو الاستثمار طويل الأمد وكيف يتم؟
يمكن تطبيق القول المأثور “الصبر فضيلة” على العديد من جوانب الحياة، واستثماراتك هي واحدة منها. فقد يبدو الانتظار بصبر حتى تتراكم أموالك وتتكون الثروة أمرًا محبطًا في البداية لكن الاستثمار طويل الأجل له مزايا كبيرة في بناء الثروة القوية وتحقيق الأهداف المالية وتأمين مستقبل مستقر لك ولأفراد أسرتك. وفي هذا المقال نستعرض أهمية تحديد استراتيجية طويل الأمد.
ما هو الاستثمار طويل الأمد؟
هناك اختلاف في تحديد مدى الاستثمار طويل الأمد، ففي حين يعتبر البعض أن الاستثمار طويل الأمد هو عندما تحتفظ به لمدة سنة على الأقل يرى البعض أنه يبدأ من 3 سنوات فأكثر، مثل خطط الاستثمار في صناديق الاستثمار.
لكن بشكل عام، تعتمد فترة الاستثمار طويل الأجل على أهدافك، فقد يطول بك الوقت لنحو ثلاث أو خمس أو 10 أو 20 عامًا أو أكثر، وهو ما يصبح في هذه الحالة “استثمارًا استراتيجيًا”. وعمومًا يعمل المدى الطويل كحاجز ضد التأثر بتقلبات السوق على المدى القصير.
فوائد الاستثمار طويل الأمد
يوجد مزايا عديدة للاستثمار طويل الأجل ويعتبر “وارن بافيت” هو أحد أنجح المستثمرين على الإطلاق المعروف بنهجه طويل المدى في الاستثمار. ومن أهم مزايا الاستثمار طويل الأجل:
- التغلب على تقلبات السوق
في حين أن الاستثمارات قصيرة الأجل قد تحقق أرباحًا سريعة، إلا أنها أيضًا أكثر عرضة لتقلبات السوق. فغالبًا ما تشهد الأسواق فترات من الارتفاع والانخفاض القصيرة. ومن خلال استراتيجية الاستثمار طويل الأجل، فإنك تمنح استثماراتك الوقت اللازم للاستفادة من الاتجاه العام للسوق أو القطاع وتحفظها من التأثر بالتغيرات المؤقتة.
كما أن تقلبات السوق قد تؤدي إلى الدخول في الصفقات الخاطئة مما يؤدي إلى خسائر كبيرة. لذا تتيح لك استراتيجية الاستثمار طويلة الأجل التركيز على أهدافك بدلاً من تقلبات السوق قصيرة المدى.
ومثال على ذلك، خلال انهيار سوق الأوراق المالية عام 1987، المعروف باسم “الاثنين الأسود”، تكبد المستثمرون الذين أصيبوا بالذعر وباعوا استثماراتهم خسائر كبيرة. ومع ذلك، فإن أولئك الذين ظلوا مستثمرين واعتمدوا نهجًا طويل الأجل استعادوا في نهاية المطاف خسائرهم واستمروا في الاستفادة من نمو السوق اللاحق.
- مضاعفة العائدات
تعد مضاعفة العائدات واحدة من أكثر المزايا للاستثمار طويل الأمد، حيث تقوم تلك الاستراتيجية على استثمار العائدات التي تجنيها من استثمارك مرة أخرى في السوق إضافة إلى رأس المال الأصلي. ويؤدي هذا إلى زيادة قيمة استثمارك بشكل كبير بمرور الوقت فيما يعرف بالأثر المركب “Compounding”. وكلما طالت فترة استثمارك، زادت العائدات التي يمكنك تحقيقها من خلال المضاعفة.
- انخفاض التكاليف
هناك ميزة أخرى للاستثمار طويل الامد وهي القدرة على تقليل تكاليف الاستثمارات. فغالبًا ما يتضمن التداول قصير الأجل شراء وبيع الأسهم بشكل متكرر، مما ينتج عنه رسوم معاملات كبيرة، وعمولات وساطة وضرائب. من ناحية أخرى، يميل المستثمرون على المدى الطويل إلى اتباع نهج الشراء والاحتفاظ بالأصل، مما يقلل الحاجة إلى التداول المتكرر والتكاليف المرتبطة به.
وبالتالي ببساطة، يؤدي الاستثمار طويل الأجل إلى تجنب الإفراط في التداول، مما يمكّن المستثمرين من توفير رسوم المعاملات وربما زيادة عوائدهم الإجمالية. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون الاستثمارات طويلة الأجل مؤهلة للحصول على معاملة ضريبية تفضيلية، بخلاف الاستثمار القائم على استهداف التقلبات المتكررة للسوق.
- التنويع
يعتبر التنويع مبدأ أساسي للاستثمار طويل الأمد. فمن خلال توزيع الاستثمارات عبر فئات الأصول والقطاعات المتنوعة يمكنك تقليل تأثير أداء الأصل الواحد على محفظتك الإجمالية. على سبيل المثال، بدلاً من استثمار كل مدخراتك في سهم واحد أو قطاع واحد، يمكنك تخصيص أموالك لمزيج من الأسهم والسندات والأصول الأخرى، وبالتالي تخفيف المخاطر المرتبطة بأي استثمار محدد.
- إمكانية التحليل الجيد
بخلاف الاستثمار قصير المدى، فإن الاستثمار طويل المدى يمنح المستثمر إمكانية تحليل اتجاها السوق بشكل أكثر دقة، فمثلا يستطيع المستثمر طويل الأجل أن يقوم بإجراء تحليل جيد لاتجاهات الاقتصاد العالمي والمحلي ولاتجاهات القطاع ككل وللأداء المالي للشركة وبالتالي يكون تحليله أكثر قوة وصلابة من التحليلات قصيرة المدى.
ولمزيد حول فوائد الاستثمار طويل الأمد قم الآن بالانضمام إلى أكاديمية المتداولين وتعلم كل ما تريده حول الاستثمار طويل الأمد.
استراتيجيات هامة للاستثمار طويل الأجل
- استراتيجيات التنويع: تعتبر محفظة الأصول الاستثمارية المتنوعة أفضل طريقة لتعزيز فرص الربح في الاستثمار طويل الأجل، وبشكل عام كلما زاد تنوع استثماراتك، قلت المخاطر المرتبطة بالاستثمار. لذا قم بتنويع استثماراتك سواء بين فئات الأصول المختلفة (أسهم – سلع – عملات) وكذلك نوع الاستثمار داخل كل فئة فلا تقم بتركيز استثمارات الأسهم في سهم واحد أو سلعة واحدة.
- راجع إستراتيجيتك بانتظام: رغم أهمية الالتزام بإستراتيجية استثمارية محددة، فإنك تحتاج باستمرار إلى التحقق من جدواها أو وملاءمتها للظروف المختلفة والقيام ببعض التعديلات، وإلا فقد يؤدي بك تجاهل ذلك إلى المخاطرة بأموالك.
- استراتيجيات التحوط: يجب عليك ألا تدفعك الرغبة في الربح إلى المغامرة بكل رأس مالك في أصول المخاطرة، ولكن عليك أن تبقي نسبة ثابتة من رأس مالك -ولتكن 30%- تحتفظ بها في أصول منخفضة المخاطرة أو ما تسمى بـ (الملاذ الآمن) مثل الذهب وسندات الخزانة الأمريكية. وهناك استراتيجيات تحوط أخرى مثل عقود المشتقات، ولكنها تحتاج لدرجة عالية من الخبرة والمهارة.
- استراتيجية تتبع التغيرات الجوهرية: فمثلا عليك أن تكون دائما على اطلاع بالتطورات الجوهرية سواء على مستوى الاقتصاد أو القطاع أو السهم. فمثلا قد يقع اختيارك على سهم شركة ناجحة لكن المؤشرات الاقتصادية أو مؤشرات القطاع تنذر بإمكانية حدوث ركود أو أزمة مالية وبالتالي فلن يغني في هذه الحالة نجاح الشركة لأنها ستكون متأثرة في النهاية بظروف السوق المحيطة، والعكس، فقد يكون الاقتصاد والقطاع في حالة ازدهار لكن تكون إدارة الشركة غير ناجحة.
- الاستراتيجية الشاملة لتحليل الأصول: ففي استثمار الأسهم مثلا لا تقم باختيار الأسهم بناء على نسبة مالية واحدة، ولكن اهتم بالنظرة الشاملة التي تكشف لك أداء الشركة من كافة الجوانب على نطاق الربحية والأداء والحصة السوقية، وآفاق النمو، وإدارة السيولة.
لمعرفة المزيد حول استراتيجيات الاستثمار طويل الأمد وكيفية تطبيقها بنجاح، قم الآن بالانضمام إلى أكاديمية المتداولين لتتواصل مع خبراء أسواق المال وتبدأ رحلة النجاح.