طفرة التداول الخوارزمي.. كيف يغير الذكاء الاصطناعي اللعبة؟
التداول الخوارزمي يعتبر من بين مجموعة واسعة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، فقد أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم هو العنوان الأبرز والابتكار الأحدث في مختلف المجالات. وأصبح العالم اليوم يتحدث كل يوم عن تطور جديد في تطبيقات الذكاء الاصطناعي يجعل من السهل القيام بمهمة ما كانت في السابق تحتاج إلى مجموعات من الخبراء لإنجازها.
وتداول الأسهم وأسواق المال كما ذكرنا هو أحد المجالات التي دخل إليها الذكاء الاصطناعي وأثبت كفاءة عالية في إنجاز مهامها، ولكن كيف يتم التداول بالذكاء الاصطناعي وما هي مميزاته وعيوبه. سنتعرف خلال تلك السطور على ذلك. ولمزيد من الاطلاع والبحث يمكنك زيارة والانضمام إلى أكاديمية المتداولين.
ما هو التداول الخوارزمي
التداول الخوارزمي أو التداول باللوغاريتمات بشكل بسيط هو تداول يعتمد على مجموعة نماذج وقواعد تم وضعها سابقا وتجريبها على البيانات التاريخية، وتبنى تلك القواعد والنماذج على مجموعة من الرسوم البيانية للأسعار والمؤشرات الفنية والقواعد النظرية الأساسية لتداول الأسهم أو الأصول المالية بوجه عام.
وبشكل بسيط، فإن الشخص الذي يتداول بالخوارزميات يقوم بنقل مسؤولية اتخاذ القرار منه إلى تطبيق التداول، فبدلا من أن يقوم هو بالمتابعة اللحظية لسعر الأصل المالي الذي يقوم بالاستثمار فيه، فإنه يقوم بتحديد قواعد محددة للتطبيق، فمثلا يقوم بتسجيل كود يأمر التطبيق بأن يقوم بشراء السهم عندما يصل إلى قاع معين وبيعه عند الوصول إلى قمة معينة.
وبحسب الإحصاءات، فإن حجم عمليات التداول من خلال الخوارزميات ارتفع بنسبة 10% خلال 10 سنوات وأصبح يشكل 70% من عمليات التداول في السوق الأمريكي وبلغت قيمته 15.55 مليار دولار في 2021 مع توقعات بأن يسجل نمو بنسبة 12.2% حتى عام 2030. وهناك أنواع مختلفة من التداول بالخوارزميات.
ما هي أشهر أنواع التداول الخوارزمي؟
يعتبر التداول “عالي التردد” أحد أشهر أشكال التداول باللوغاريتمات، ويشار إليه اختصارا بالرمز “HFT” ويتميز هذا النظام بأنه يقوم بتداول مجموعة ضخمة من الأسهم والأوراق المالية بشكل آلي وبسرعة فائقة.
وبعد تطور أنظمة التداول اللوغاريتمي وشيوع استخدام تطبيقات تعلم الآلة “ML” والذكاء الاصطناعي “AI” أصبحت المهام الممكن إنجازها من خلال تلك الأساليب أكثر تعقيدا، فأصبح بإمكانها تكوين محفظة أسهم بمعايير معينة بلا حاجة للجنة خبراء، وأصبح بإمكانها إنجاز عمليات تداول الأربيتراج، أي شراء سهم أو أصل بسعر معين في أحد الأسواق وبيعه في سوق آخر بسعر أعلى في نفس الوقت.
ما هي أبرز مميزات التداول بالذكاء الاصطناعي؟
- تقليل وقت ومجهود البحث
بالطبع يوفر استخدام الذكاء الاصطناعي على المتداول الكثير من الوقت والمجهود المطلوب لإجراء البحث والاطلاع على بيانات السوق والأخبار المتعلقة والمؤشرات وخلافه، بل إن الذكاء الاصطناعي أصبح بإمكانه كذلك تحليل محادثات المتداولين حول العالم في شبكات التواصل الاجتماعي لمعرفة شهية الاستثمار اليومية تجاه أصل معين أو سهم معين. وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي يرفع كفاءة المتداول بنسبة 10%.
- إدارة المخاطر
من مميزات الذكاء استخدام الذكاء الاصطناعي في التداول أنه يتجنب مخاطر التداول تحت تأثير الحالة النفسية، سواء في الخوف أو الطموح غير المحسوب، كما أن هناك بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تقوم هي نفسها باتخاذ القرار المناسب حين حدوث مستجد مفاجئ في السوق وذلك يكون بناء على نماذج سعرية تاريخية مشابهة.
- خفض تكاليف التداول
يحتاج التداول التقليدي إلى الخبراء والمحللين ووسطاء التداول ومنفذي الأوامر وغير ذلك، وربما كذلك يحدث فيه خسائر ناتجة فقط عن تسجيل الأوامر وتنفيذها، أما التداول من خلال الذكاء الاصطناعي فيوفر على جزء كبير جدا من تلك المراحل. بالتأكيد فإن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي يكون مكلفا في بدايته، ولكن عندما تتوسع حجم الصفقات والأصول فإن تكلفة الوحدة الواحدة أو الصفقة الواحدة تكون صغيرة بالطبع مقارنة بالتداول التقليدي.
ما هي أبرز مخاطر التداول بالذكاء الاصطناعي؟
- مخاطر البيانات التاريخية
هناك مخاطر تتعلق بالاعتماد الكثيف على البيانات التاريخية، يعتمد الذكاء الاصطناعي بالأساس على النماذج المبنية على البيانات التاريخية، فإن أسواق المال يحدث بها تغيرات أحيانا ومستجدات قد تحتاج إلى نموذج جديد للتعامل معها، أي قد يكون هناك حدث مشابه لحدث تاريخي آخر لكن يكون أثره على سوق المال مختلف بسبب متغيرات أخرى قد تكون جديدة ولم يتم تضمينها بعد داخل نموذج الذكاء الاصطناعي.
- التكلفة الضخمة للخطأ
نظرا لأن الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل كامل على البرمجيات، فإن حدوث خطأ أو عطل في نظام التشغيل قد يكون أثره مكلفا جدا بل قد يكون كارث على المتداول خاصة حين يكون الحديث عن محفظة تداول ضخمة.
- الأمن السيبراني
لا شك أنه على الرغم من مزايا الاعتماد على التقنيات الرقمية الجديدة في التداول إلا أن مخاطر الأمن السيبراني تظل من أكبر المخاطر التي تهدد هذا النوع من التداول، فعمليات السطو الإلكتروني أصبحت كبيرة وكثيرة، وإن كانت المؤسسات الكبيرة يمكنها تخصيص ميزانيات ضخمة للإنفاق على الأمن السيبراني فإن الشركات الصغيرة وصغار المتداولين لن يكون أمامهم هذا الخيار متاحا.
الخلاصة
التداول بالخوارزميات والذكاء الاصطناعي أصبح واقع يفرض نفسه شيئا فشيئا على أسواق المال العالمية، وبالطبع له مميزاته وعيوبه مثل غيره من الابتكارات التكنولوجية. وللتعرف أكثر على كيفية عمله وكيفية استخدامه في التداول، قم بالانضمام الآن إلى أكاديمية المتداولين.