تأثير الانتخابات الأمريكية على الأسواق المالية
تستعد الأسواق للانتخابات الأمريكية بتقلبات كبيرة بسبب حالة عدم اليقين، حيث من المؤكد أن تؤثر الانتخابات على الأسهم والسندات والعملات وأصول الملاذ الآمن. وأيا كان الفائز في النهاية فإن الأسواق ستتخلص من حالة عدم اليقين السائدة. وفيما يلي نظرة تفصيلية على ردود الفعل المحتملة للأصول المالية في ظل فوز كلا المرشحين. انضم لأكاديمية المتداولين لمعرفة كيفية التعامل مع الأسواق في هذه الأوقات.
كيف تتأثر أسواق الأسهم بالانتخابات الأمريكية
التاريخ لا يعيد نفسه بالضرورة، لكن الأداء التاريخي للأسهم أظهرت أوجه تشابه، حيث من المتوقع أن تشهد أسواق الأسهم العالمية تقلبات شديدة خلال ساعات التصويت في الخامس من نوفمبر، وربما تكون مماثلة لردود الفعل التي شوهدت خلال الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والانتخابات الأمريكية في عام 2016. وفي الانتخابات الأمريكية الأخيرة، شهدت الأسواق عمليات بيع واسعة قبل يوم الانتخابات، ولكنها تعافت مع خطاب النصر لترامب.
وشهدت المؤشرات العالمية الرئيسية، مثل S&P 500 وEuro Stoxx 600 وASX 200، تراجعاً، حيث انخفض كل منها بنسبة تتراوح بين 2% و3% في الأسبوعين الماضيين بسبب معنويات العزوف عن المخاطرة لكن ستستعيد خسائرها الأسبوع المقبل إذا لم تكن هناك عمليات إعادة فرز أو أي أحداث تطيل فترة عدم اليقين.
وعلى المدى الطويل، قد تشهد الأسهم ارتفاعات كبيرة في ظل رئاسة ترامب إذا قام بفرض سياساته في التخفيضات الضريبية مما يدفع الأسهم لتحقيق مكاسب تاريخية. في حين أن فوز هاريس قد يوفر توقعات اقتصادية أكثر استقرارا.
المعادن الثمينة ستظل ملاذا آمنا
يستمر ارتفاع الذهب قبل الانتخابات الأمريكية، بسبب حالة عدم اليقين، حيث ارتفع الذهب بنسبة 5% هذا الشهر و34% على مدار العام، ليأتي في المرتبة الثانية بعد الفضة التي ارتفعت بنسبة 42.3%.
لكن سعر الذهب يتأثر بالعديد من العوامل المختلفة، وليس فقط الانتخابات، مثل التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا، والتخفيضات الضريبية الأخيرة في الولايات المتحدة، وغيرها من الأحداث الكبرى.
قبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية لعام 2020، كان سعر الذهب حوالي 54.40 دولارًا للجرام. وبعد ستة أشهر، وصل السعر إلى حوالي 56.60 دولارًا للجرام. ومع ذلك، فإن عدم اليقين المرتبط بجائحة كوفيد-19 دفع بأسعار الذهب لمستويات قياسية.
وقبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2008، كانت أسعار الذهب ترتفع بسبب الأزمة المالية العالمية لكن بعد ستة أشهر من انتخاب باراك أوباما، انخفض سعر الذهب بشكل طفيف – ولكنه ارتفع بعد ذلك مرة أخرى مع استقرار السوق وبدء سريان إجراءات التحفيز.
بشكل عام، في حين يبدو أن التغيير السياسي قد أثر على السعر، فمن الواضح أيضًا أن عوامل أخرى – مثل كوفيد-19 والأزمات المالية – كان لها تأثير أيضًا وهذا يعني أنه بغض النظر عن فوز أحد المرشحين فإن الذهب والمعادن الثمينة ستظل الملاذ الآمن. ويمكنك معرفة المزيد عن أهمية الاستثمار في الذهب من خلال الانضمام لأكاديمية المتداولين.
العملات الأخرى أكثر استقرار
رغم تأثر الدولار بالتقلبات كونه من الملاذات الآمنة ومن المرجح أن يؤدي فوز الجمهوريين بالرئاسة وتطبيق التعريفات الجمركية إلى تقوية الدولار. لكن سيبقى الدولار محكومًا إلى حد كبير بسياسات الاحتياطي الفيدرالي وتوجهات التضخم، مما يفرض على المتداولين مراقبة البيانات الاقتصادية للتنبؤ بحركة الدولار وعدم الاعتماد على الأداء التاريخي له خلال الانتخابات السابقة.
لذا ينصح المحللين بالابتعاد عن تداول الدولار الأمريكي والاتجاه نحو سلة العملات الأخرى مثل اليورو والفرنك.
أسواق النفط تتخوف من زيادة المعروض
من المتوقع أن تتأثر أسعار النفط سلباً بفوز ترامب لأنه سيدعم جهود عمليات التنقيب وإلغاء القيود المفروضة على قطاع النفط والغاز، مما قد يحفز “أوبك+” على إعادة النظر في قراراتها المتعلقة بتخفيضات الإنتاج. كما أن هاريس أكثر ميلاً لتقييد صادرات الغاز الطبيعي المسال مقارنةً بدونالد ترامب المعارض للقيود على قطاع النفط والغاز.
ترامب صديق العملات المشفرة
على الرغم من تقليل البعض من التأثير المحتمل للانتخابات الرئاسية الأمريكية على سوق العملات المشفرة، إلا أن بعض المحللين توقعوا ارتفاع أسعار العملات الرقمية في حال فوز ترامب الذي يعتبر من الداعمين لها.
وفي يوليو الماضي، كان الرئيس السابق دونالد ترامب، متحدثًا رئيسيًا في مؤتمر بيتكوين في ناشفيل، حيث وعد بضمان عدم قيام الحكومة الفيدرالية ببيع ممتلكاتها من بيتكوين وأثار خطة لجعل الولايات المتحدة عاصمة العملات المشفرة.
أفضل استراتيجيات التداول خلال الانتخابات الأمريكية
- استراتيجية تداول الخيارات
تعمل استراتيجية الخيارات بشكل أفضل عندما يكون السوق متقلبًا، حيث تكون هناك فرصة أكبر لتحريك الأصول بشكل كبير في أي من الاتجاهين. يمكن للمتداولين الاستفادة من هذا من خلال شراء” خيار الشراء” وهو ما يعرف بـ Call options أو شراء “خيار البيع” وهو ما يعرف بـ Put options، مما سيزيد من فرصهم في الاستفادة من حركة السوق وهناك سعر الإضراب أو سعر التعادل وهو التكلفة على المستثمر.
على سبيل المثال، دعنا نقول أن المستثمر يشتري خيار شراء وخيار بيع بسعر إضراب قدره 100 دولار. إذا كان سعر السهم سينتقل إلى 110 دولاراً، فيمكن للمتداول بيع خيار الشراء للحصول على ربح. ومن ناحية أخرى، إذا انخفض سعر السهم إلى 90 دولاراً، فيمكن للمتداول بيع خيار الـ put من أجل الربح.
- استراتيجية الشراء والاحتفاظ
وهذه الاستراتيجية تعتمد على الاستثمار طويل الأمد وبالتالي تمكن المستثمر من الاستفادة من الأرباح على المدى الطويل دون التأثر بالتقلبات قصيرة المدى.
واحد من أبرز المستثمرين في استراتيجية الشراء والاحتفاظ هو وارن بافت، فقد حقق صندوقه الاستثماري “بيركشر هاثاواي” متوسط عوائد سنوية بنسبة 19.8% منذ إنشائه في عام 1965
- استراتيجية البيع على المكشوف
يشير البيع على المكشوف للأسهم إلى عملية بيع الأسهم أو الأصول التي لا يمتلكها المستثمر، بهدف الاستفادة من انخفاض الأسعار. ويحدث من خلال اقتراض المتداول الأصول المالية من وسيط، ويبيعها بسعر السوق الحالي، ثم يشتريها لاحقًا بسعر أقل، ثم يعيدها إلى الوسيط، حيث يكون الفرق بين السعرين هو ربح أو خسارة المتداول.
ملخص
رغم أن فترة الانتخابات الأمريكية تشهد تقلبات كبرى قد لا يحبذها بعض المتداولين إلا أن البعض الآخر قد يستفيد منها خاصة وأنها حدث يتكرر كل أربع سنوات فقط ويحقق منه بعض المتداولين أرباحا هائلة. لذا يجب عليك كمستثمر إعداد خطة تداول ناجحة لاتباعها أثناء فترة الانتخابات الأمريكية وستجد التغطية الحصرية وأداء الأصول المالية وكذلك كل ما يتعلق بأساسيات التداول الناجح على أكاديمية المتداولين.