يميل المستثمرون إلى أصول الملاذات الآمنة للحد من تعرضهم لخسارة رؤوس أموالهم خلال أوقات عدم استقرار السوق وهو ما يفسر ارتفاع أسعار الذهب منذ اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية. وحتى بعد الاستقرار في أسعار الذهب في منتصف العام، بدأت بالارتفاع مجددًا عندما اندلع الصراع في الشرق الأوسط، فما هي أهم الملاذات الآمنة التي يمكنك الاستثمار فيها؟

الوقت الراهن هو فرصة الملاذات الآمنة

الملاذات الآمنة هي أداة مالية من المتوقع أن تحتفظ بقيمتها خلال فترات الانكماش الاقتصادي. هذه الأصول تكون غير مرتبطة أو مرتبطة سلبًا بالاقتصاد ككل، مما يعني أنها يمكن أن ترتفع في حالة انهيار السوق. وهناك بعض الخصائص التي تمتلكها الأصول في كثير من الأحيان والتي تساهم في كونها ملاذ آمن، والتي تشمل:

• السيولة: يجب أن يكون الأصل قابلاً للتحويل بسهولة إلى نقد في أي وقت.
• العرض المحدود: لا ينبغي أن يفوق نمو العرض الطلب أبدًا.
• اليقين في الطلب: من غير المرجح أن يتم استبدال الأصل أو أن يصبح قديمًا.
• الدوام: يجب ألا يتحلل الأصل أو يتعفن بمرور الوقت.

لن يتمتع كل ملاذ آمن بكل هذه الخصائص، لذلك يتعين على المستثمرين اتخاذ قرار بشأن الملاذ الآمن الأكثر ملاءمة للمناخ الاقتصادي.

لتحليل الأسواق في ظل الظروف الجيوسياسية الحالية، يمكنك الانضمام إلى أكاديمية المتداولين لاكتساب المهارات والخبرات اللازمة.

أهم الملاذات المرشحة للاستفادة من التوترات في الشرق الأوسط

يمكن أن تتغير الملاذات الآمنة الشائعة بمرور الوقت، لذلك من المهم مواكبة اتجاهات الاستثمار. ومع ذلك، هناك عدد قليل من الملاذات الآمنة التي ظلت مفضلة على مر السنين، بما في ذلك:

• الذهب

عندما يفكر الناس في الملاذ الآمن، فمن المرجح أن يفكروا في الذهب. كسلعة مادية، لا يتأثر سعر الذهب غالبًا بقرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة، وعلى عكس العملات الورقية، لا يمكن التلاعب بالعرض من خلال إجراءات مثل الطباعة.

ولعل أقوى مثال على الذهب كملاذ آمن كان في أعقاب الأزمة المالية العالمية عام 2008. فقد تسبب تدفق الاستثمار في ارتفاع أسعار الذهب بنحو 24% خلال عام 2009 وحده، على سبيل المثال، واستمر هذا المسار التصاعدي حتى عام 2011.

وخلال اليوم الأول من بدء الاضطرابات في الشرق الأوسط، قفزت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 1.2% إلى 1854 دولار للأونصة، ليسجل أعلى مستوى في أسبوع، كما قفزت العقود الآجلة الأميركية للذهب 1.2% إلى 18671 دولار. وفي اليوم التالي ارتفع الذهب نحو 1.6%، في أكبر قفزة يومية في 5 أشهر، ومازال الارتفاع مستمرًا.

• الأسهم الدفاعية

يمكن للمستثمرين الذين يتطلعون إلى إدارة مخاطرهم خلال فترات الركود الاقتصادي أن يختاروا أيضًا اللجوء إلى الأسهم الدفاعية، لأنها تميل إلى الأداء بشكل أفضل من سوق الأسهم الأوسع خلال فترات الركود.

الأسهم الدفاعية هي أسهم الشركات التي تشارك في توفير السلع والخدمات مثل المرافق والمواد الاستهلاكية الأساسية والأغذية والمشروبات والرعاية الصحية. وتعتبر أصولًا آمنة لأنه من المرجح أن تظل مستقرة بسبب الطلب المستمر على منتجاتها، حتى في فترات عدم الاستقرار الاقتصادي.

• الدولار الأمريكي

لأكثر من 50 عامًا، كان الدولار الأمريكي واحدًا من أكثر الملاذات الآمنة شيوعًا خلال فترات الركود الاقتصادي. حيث يتوفر به عددًا من خصائص الملاذ الآمن – والأهم من ذلك أنها العملة الأكثر سيولة في سوق الفوركس.

جاءت هذه الثقة في الدولار الأمريكي من اتفاقية بريتون وودز لعام 1944، والتي قدمت نظام العملة الثابتة وجعلت الدولار العملة الاحتياطية الرئيسية في العالم. وحتى بعد إلغاء هذا النظام، احتفظ الدولار الأمريكي بمكانته كملاذ آمن لأنه يمثل أكبر اقتصاد في العالم.

انضم الآن إلى أكاديمية المتداولين لاكتساب المهارات والخبرات اللازمة لتحليل الأسواق في ظل الظروف الجيوسياسية الحالية.