دائما ما كانت الأصول المالية في أسواق المال العالمية هي الترمومتر الأول الذي يعكس حالة الاستقرار أو عدم الاستقرار سواء فيما يتعلق بالتطورات الجيوسياسية أو الكوارث الصحية أو غيرها من عوامل عدم الاستقرار، وفي هذا الإطار فقد انقسمت الأصول المالية بين أصول أكثر عرضة للتضرر من عدم الاستقرار وأصول أخرى تحقق أرباح في ظل تلك الظروف.

ومنذ بداية الحرب في الشرق الأوسط، رأينا انعكاس ذلك في أسواق المال، حيث ارتفع الذهب بنحو 10% خلال أسبوعين، وقفز خام برنت بنسبة 11% في أقل من أسبوعين.

كيف تتأثر الأصول المالية بالتوترات الجيوسياسية؟

دائما ما كانت الأصول المالية هي المتأثر الأول بالتوترات الجيوسياسية، ومن خلال الخبرة التاريخية بات من المعروف كقاعدة أن الأصول المالية ذات المخاطر العالمية تتأثر بشكل سلبي من تلك التوترات، أما أصول الملاذ الآمن فإنها تستفيد من تلك التوترات وتسجل ارتفاعات في أسعارها.

ولمعرفة المزيد عن تأثير التوترات الجيوسياسية على الأصول المالية نوصي بالانضمام إلى أكاديمية المتداولين.

الأصول المالية السلعية

أسعار الذهب

تعتبر أسعار الذهب من أهم أمثلة الأصول المالية التي تستخدم كملاذ آمن ضد التوترات الجيوسياسية، فعلى سبيل المثال رأينا كيف أن أسعار الذهب سجلت ارتفاعًا قويًا في بداية ظهور جائحة كورونا وصعدت من مستويات 1790 إلى 2069 دولار، ثم تجدد هذا السلوك في بداية الحرب الروسية على أوكرانيا حين صعدت أسعار الذهب من مستويات 1800 دولار حتى سجلت 2070 من جديد.

ومع احتداد التوترات في الشرق الأوسط وارتفاع المخاوف من تحول الصراع إلى صراع إقليمي، ارتفعت أسعار الذهب لتنطلق من مستويات 1820 دولار حتى سجلت 2000 دولار، محققة بذلك ارتفاعا بنسبة 10% خلال أسبوعين فقط.

أسعار النفط  

يدخل النفط ضمن أهم الأصول المالية التي تتأثر بقوة التوترات الجيوسياسية، وخاصة عندما يكون مسرح تلك التوترات في مناطق جغرافية مرتبطة بإنتاج النفط أو بالسلسلة اللوجستية لإمدادات النفط، أو إذا كانت مسرح تلك التوترات دول من كبار مستهلكي النفط.

فمثلا أثناء اجتياح فيروس كورونا للعالم وتطبيق الصين لسياسات الإغلاق الكامل، رأينا كيف أن أسعار النفط انهارت لدرجة أن سجلت سعر برميل خام برنت نحو 16 دولار فقط.

وعلى عكس ذلك فمع بداية ظهور رغبات روسيا في غزو أوكرانيا اشتعلت أسعار النفط بشكل تدريجي حيث انطلقت من 78.12 دولار وظلت تصعد حتى اشتعلت مع بداية الغزو وفرض العقوبات الغربية على النفط الروسي ووصلت إلى 138 دولار للبرميل خام برنت، سجل بذلك صعودًا بنحو 76% خلال ثلاثة شهور تقريبًا.

وبعد اشتعال الحرب في الشرق الأوسط، ارتفعت أسعار برنت من جديد، حيث انطلقت من مستويات 84.5 دولار حتى سجل 93.7 دولار لبرميل خام برنت، مسجلة بذلك صعودًا بنسبة 11% وذلك بعد ارتفاع المخاوف من تضرر إمدادات النفط في الشرق الأوسط.

الأسهم

تتأثر الأسهم أيضًا بشكل كبير جراء التوترات الجيوسياسية، فمن المعروف أن الأسهم ما هي إلا أصول ملكية في الشركات، وبالتالي فإن أسعار الأسهم تتأثر وتستجيب للتوترات الجيوسياسية بحسب تأثر نشاط الشركة بتلك التوترات.

• الأسهم الدفاعية

الأسهم الدفاعية هي أسهم الشركات التي تتركز أنشطتها في الأنشطة الأساسية مثل الأغذية والمشروبات والمرافق الأساسية وخلافه، ويعتبر المستثمرون أن الأسهم الدفاعية من الاستثمارات الآمنة في ظروف التوترات الجيوسياسية، حيث تتمتع باستقرار كبير في الطلب عليها.

وخلال أزمة كورونا في 2020، رأينا كيف أن أسهم شركات الرعاية الصحية والأدوية سجلت ارتفاعات قياسية وهي تعتبر من الأسهم الدفاعية، فمثلا رأينا كيف سجل سهم يونياتد هيلث جروب UNH  ارتفاعًا كبيرًا خلال 2020 و 2021 بنسب 19% و 43% على التوالي، حتى اغلق عام 2021 عند 502 دولار.

• أسهم المخاطرة

تعتبر أسهم المخاطرة من الأسهم التي تنتعش في ظروف الهدوء أما في ظروف التوترات الجيوسياسية فإنها تتضرر بشكل كبير حيث يضعف الطلب على السلع والخدمات التي تقوم بتقديمها، ومن ثم فإن أسعار أسهم المخاطرة تنخفض في ظروف التوترات الجيوسياسية.

فمثلا خلال عام 2022 ومع ارتفاع المخاطر الجيوسياسية العالمية، رأينا كيف أن سهم مثل أمازون خسر نحو 49.6% من قيمته وهبط إلى 84 دولار.

الخلاصة

كما رأينا فإن التوترات الجيوسياسية يختلف تأثيرها من أصل لآخر بحسب طبيعة الأصل المالي. ونظرًا لتعدد الأصول المالية فإنه من المهم أن يقوم المتداول بالتعلم بشكل جيد قبل البدء في التداول حتى لا يتعرض لمخاطر تقلبات أسواق المال.

وتقوم أكاديمية المتداولين بتدريب المتداولين وإكسابهم كافة الخبرات اللازمة لتحليل الأسواق المالية ومعرفة أثر الأخبار المختلفة على تحركات الأسواق المالية.

انضم الآن إلى أكاديمية المتداولين لتبدأ رحلتك الاستثمارية بأمان وثقة ولتدخل في مصاف المتداولين الناجحين.