سهم تسلا وترامب.. هل نتوقع أداء قوي بوجود ترامب؟
شهدت أسهم “تسلا” قفزة قوية جدا منذ الإعلان عن فوز “دونالد ترامب” برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في نوفمبر الماضي، فبين 5 نوفمبر إلى يوم كتابة هذه السطور سجل السهم صعود بما يزيد عن 92%. فما السر وراء تلك القفزة الضخمة، وما توقعات أداء السهم في ظل رئاسة ترامب. تلك أسئلة نتعرف على إجاباتها من خلال السطور التالية. ولمعرفة المزيد حول مستقبل أداء تسلا وطرق تحليل السهم يمكن الانضمام الآن إلى أكاديمية المتداولين.
رئاسة ترامب.. دعم لتسلا وغيرها
لم يكن فوز ترامب بالرئاسة مفيدا لتسلا وإيلون ماسك فقط، ولكن في الحقيقة كان فوز ترامب داعما للعديد من الأصول المالية والقطاعات الاستثمارية. فمن بين القطاعات التي استفادت من ذلك الحدث الكبير، قطاع الطاقة الذي كان مكبلا بالقوانين البيئية التي كافح من أجلها الديمقراطيين في عهد بايدن.
وكان أيضا من بين تلك القطاعات المستفيدة قطاع العملات المشفرة التي في حين كان ينظر لها الديمقراطيين دائما بعين الريبة ويسعون لتقييدها، يرى ترامب العكس من ذلك تماما وأن على أمريكا أن تحتضنها وأن تصبح زعيم صناعة العملات المشفرة في العالم.
وكانت شركة تسلا من أهم الشركات التي استفادت من فوز ترامب بالرئاسة، فمذ الإعلان عن نجاح ترامب، ظل سهم تسلا يصعد حتى سجل حاليا نحو 463 دولار أي بما يمثل صعودا بنسبة 92% تقريبا مقارنة بسعره في وقت الانتخابات.
كيف ستستفيد تسلا من ترامب؟
يرى الخبراء أن فوز ترامب بالرئاسة سيساعد تسلا على تجاوز العديد من العقبات التنظيمية التي كانت تعترض مشروعاتها الطموحة. فمثلا يتوقع الخبراء أن مشروع جديد مثل سيارات القيادة الذاتية سيشهد نقلة كبيرة في عهد ترامب متوقعين أن يتجه ترامب لتخفيف القواعد التنظيمية والتحقيقات التي كانت تجريها الجهات الرسمية حول هذا المشروع.
أيضا هناك مراقبون يرون أن تسلا ولكونها تتواجد بشكل كثيف في الصين فإن وجود ترامب في الرئاسة سيجعلها أكثر قدرة على التكيف مع مستجدات العلاقات التجارية بين الصين وأمريكا، خاصة في ظل المخاوف حول تصاعد التوترات التجارية بين الجانبين.
إضافة إلى ذلك، وبرغم من التخوفات التي تتعلق بسياسات ترامب تجاه الاقتصاد الأخضر وميله لتقليل الدعم الموجه له -ومن بينه شركات السيارات الكهربائية- إلا أن تقليل هذا الدعم قد يكون له أثر إيجابي أيضا لصالح تسلا إذا استطاعت استغلاله وذلك لأن تقليل الدعم الحكومي سيخلق ضغوط على المنافسين المحليين للشركة.
تشابك المصالح بين ماسك وترامب
أظهرت البيانات أن رجل الأعمال “إيلون ماسك” ساهم في الحملة الانتخابية لدونالد ترامب بنحو ما لا يقل عن 119 مليون دولار أمريكي تقريبا.
وبحسب بعض المسؤولين في شركات إيلون ماسك، فإن الأخير يجد في ترامب وسيلة قوية للتغلب على القواعد واللوائح التنظيمية التي قيدت مشروعاته المختلفة مثل سيارات القيادة الذاتية ومشروعات شركة الفضاء “سبيس إكس” والشرائح الدماغية الإلكترونية التي تنتجها شركة “نيورالينك”.
ومن الجهة الأخرى فقد أعلن ترامب أنه سيعين “إيلون ماسك” مسؤولا عن الكفاءة في فريقه الحكومي، بل ويرى ترامب أن “إيلون ماسك” سيكون نجما لامعا في عهد رئاسته وأنه سيقود أمريكا للوصول إلى المريخ بحلول عام 2028، وهو يرى ترامب أنه سيكون نصرا مقابل الصين.
مخاوف لا يمكن إغفالها
على الرغم من تلك العلاقة القوية والروابط الواضحة بين مصالح إيلون ماسك وترامب، إلا أن هناك مخاوف أيضا تواجه شركة تسلا لا يمكن إغفالها. أولى تلك المخاوف هي التوترات التجارية بين الصين وأمريكا والتي قد تشهد تصاعدا كبيرا خلال رئاسة ترامب الذي يُعتقد أنه سيشن حربا تجارية غير مسبوقة على الصين وبالتالي فإن بكين لا شك أنها سترد على ذلك بما قد يضر بشكل كبير على سلاسل التوريد لصناعات واسعة من بينها السيارات الكهربائية.
أما التخوف الآخر فإنه يتمثل في عدم قدرة تسلا على التكيف مع القرارات المرتقبة لترامب بخفض الدعم الحكومي عن السيارات الكهربائية خاصة وأن ذلك قد يقلص من حصة مبيعاتها لصالح السيارات التقليدية التي لا شك أنها ستجد متنفسا خلال تلك الفترة.
توقعات أداء سهم تسلا
وسط تلك العوامل الإيجابية وأيضا المخاوف التي تترقبها تسلا في فترة رئاسة ترامب، فإن خبراء تحليل الأسهم يتوقعون أن يشهد سهم تسلا بعض التراجع عن المستويات الحالية، وأن ينخفض إلى 267.79 دولار خلال الأشهر الـ 12 القادمة، كما يتوقع الخبراء أن يرتفع ربح السهم خلال الربع الرابع إلى 0.76 دولار مقابل 0.71 دولار خلال الربع الرابع 2023.
الخلاصة
شركة تسلا أمامها فرص كبيرة خلال عهد ترامب مع وجود بعض التحديات أيضا. ولكن من المتوقع أن تنجح تسلا في الاستفادة من تلك الفرص والتأقلم مع التحديات. ولمزيد حول تحليلات سهم تسلا وكيفية تحليل الأخبار من الناحية الاستثمارية قم بالانضمام الآن إلى أكاديمية المتداولين.
