سوق الدب وسوق الثور: أوجه التشابه والاختلاف وفرص الربح
في عالم الاستثمار، كثيرًا ما يُستخدم مصطلحا ”الثور“ و”الدب“ للإشارة إلى ظروف السوق، حيث يصف هذان المصطلحان أداء الأسواق بشكل عام – أي ما إذا كانت قيمتها ترتفع أو تنخفض فيما يعرف بالسوق الهابطة والسوق الصاعدة، مما يؤثر على محفظتك الاستثمارية. لذلك، من المهم أن تفهم كيف يمكن أن تؤثر أسواق الدب والثور على استثماراتك. وهو ما سنتعرف عليه في المقال التالي. ويمكنك الاطلاع على العديد من المقالات الأكاديمية الأخرى التي تساعدك على التداول من خلال الانضمام لأكاديمية المتداولين.
ما هو سوق الدب؟
سوق الدب يشير إلى السوق الهبوطية، وتحدث عادة خلال أوقات الركود حيث تكافح الشركات من اجل البقاء، ولا تعتبر السوق سوقًا ”هابطة“ إلا إذا انخفضت بنسبة 20% أو أكثر من أعلى مستوياتها الأخيرة. ويمكن أن يستمر هذا الانخفاض بما يقرب من بضعة أيام أو أسابيع إلى شهور أو حتى سنوات.
يمكن أن يأتي سوق الدب أيضا بفعل مجموعة متنوعة من الأحداث، بما في ذلك القرارات الجيوسياسية مثل الحظر المفروض على سلع معينة أو شركات معينة، والأزمات غير المتوقعة مثل COVID-19.
هناك نوعان من أسواق الدببة وهي السوق قصيرة المدى وتعرف بسوق الدببة الدورية، حيث لا تتجاوز مدتها أكثر من شهرين. والنوع الأخير هو سوق الدببة طويل المدى ويمكن أن يستمر لسنوات أو حتى عقود مثلما حدث في الكساد الكبير الذي استمر 34 شهرًا وانخفضت الأسواق بنسبة 86.1٪، وأيضا فقاعة دوت كوم الذي استمرت 30 شهرًا وهبطت الأسواق بنسبة 49.1٪.
كيف تستثمر في سوق الدب؟
بما أن أسواق الدببة تمثل مخاوف للمستثمرين، إلا أن هذا لا يعني أنها لا تحقق أرباحا، فمثلا خلال الأزمة المالية 2008، نجح جون بولسون وهو مدير لصندوق تحوط في تحقيق مبلغ 15 مليار دولار في عام واحد فقط. كما أن هناك بعض الأصول التي يمكن الاستثمار فيها في سوق الدببة:
- الذهب والعملات الرقمية
هناك علاقة سلبية بين الذهب وسوق الدب لأن الذهب ملاذا آمنا يلجأ إليه المستثمرون في أوقات الركود وبالتالي يرتفع سعر الذهب مع انخفاض السوق.
يمكنك قياس ذلك على العملات الرقمية التي تعتبر من ضمن الملاذات الآمنة أيضا، وهو ما حدث خلال أزمة كورونا.
- الأسهم
قبل اختيار الأسهم التي ستستثمر بها خلال السوق الهابطة، يجب البحث عن السبب وراء حدوث الركود للعثور على الفرص الرابحة. فمثلا خلال جائحة COVID-19، ارتفعت أسهم نتفليكس ومايكروسوفت وجنسون آند جنسون وشركات الأدوية التي تحاول العثور على لقاح.
- صناديق المؤشرات المتداولة ETFs
عندما يحدث الركود، تبدأ الشركات في خفض التكاليف من خلال تقليص عدد الموظفين مثلا، مما يجلها تتجه للاستثمار في قطاع التكنولوجيا. لذا يمكنك التفكير في صناديق ETFs للمؤشرات التقنية.
ما هو سوق الثور؟
سوق الثور يشير إلى السوق الصاعدة، حيث تحدث غالبا في أوقات الازدهار وزيادة أرباح الشركات. يفضل أغلب المستثمرين الاستثمار في السوق الصاعدة لأنها تكون أقل تقلبا.
ليس هناك أية مقاييس محددة لتحديد الوقت المناسب للدخول إلى سوق الثور. ومع ذلك، هناك شرط رئيسي واحد يجب توفره، وهو ارتفاع أسعار الأصل المحدد أو السوق بأكمله لفترة طويلة من الوقت وليست قفزة قصيرة لبضعة أيام فقط. وتنتهي سوق الثور عندما تعود الأسعار انخفاضها بنسبة 20٪ أو أكثر.
من أمثلة أسواق الثور هي الفترة من أكتوبر 1990 إلى مارس 2000، حين سجلت السوق عائدا بنسبة 417%.
كيف تستثمر في سوق الثور ؟
- صناديق المؤشرات المتداولة ETFs
صناديق المؤشرات المتداولة مثل SPDR S&P 500 طريقة رائعة لجني الأرباح بمجرد الاحتفاظ بها على المدى الطويل.
- الأسهم
رغم أنه في السوق الصاعدة ترتفع معظم أسعار الأسهم إلا أنه يجب اختيار أسهم الشركات التي تتمتع بأرباح مستدامة وديون قليلة. وعلى مدى العقود الثلاث الماضية، أثبتت أسهم التكنولوجيا أنها فرص استثمارية رائعة.
- السلع الأساسية
تحقق السلع مثل الذرة والنفط والغاز وغيرها ارتفاعات جيدة خلال الأسواق الصاعدة لذا يمكنك الاستثمار فيها من خلال العقود الآجلة.
أوجه الاختلاف والتشابه بين سوق الدب وسوق الثور
أولا: أوجه الاختلافات
- الظروف الاقتصادية
يشير سوق الثور إلى نشاط السوق الصعودي، بينما يشير سوق الدب إلى نشاط السوق الهبوطي، فخلال الأسواق الهابطة ينكمش الاقتصاد وتقل الضرائب وتنخفض أسعار الفائدة، بينما خلال الأسواق الصاعدة ينمو الناتج المحلي وترتفع الضرائب وأسعار الفائدة.
- طول المدة
على الرغم من أن سوق الدب وسوق الثور يمكن أن يستمر لعقود، فإن الاتجاه العام للسوق كان في الغالب صعوديا بسبب عوامل كثيرة تدفع السوق للوقوف على قدميه في النهاية. فهناك قاعدة في عالم الاستثمار تقول أنه بغض النظر عن المدة التي يهبط بها السوق، فإنه في النهاية يفوق المستوى الذي كان عليه قبل للأزمة.
- سلوك المستثمر
في سوق الدببة يكون المستثمرون أقل نشاطًا بسبب شدة التقلبات وعدم اليقين من أحوال السوق. والعكس في سوق الثور حيث يكون المستثمرون أكثر نشاطا وبحثا عن الأصول ذات المخاطر العالية.
ثانيا: أوجه التشابه بين سوق الدب وسوق الثور
- كسب المال
إن فرص الربح موجودة في كلا السوقين إذا تم استغلال الفرص استغلالا جيدا، فعندما تنخفض الأسهم يمكنك الاستثمار في الذهب أو شراء الأسهم والاستثمار فيها على المدى الطويل، والعكس.
- عدم الاستمرارية
ولا يمكن لسوق الثور ولا سوق الدب أن تستمر للأبد. فلابد أن يستبدل أحدهما الآخر في مرحلة ما. وبالتالي ستستمر هذه الدورة إلى الأبد نظرًا للعوامل المؤثرة على الأسواق المالية.
ملخص
إن معرفة نوعية السوق الذي تتداول فيه عامل هام جدا لجني الأرباح في الأسواق المالية، حيث يقال دائما أن اتجاه السوق هو صديقك. لذا فإن فهم أسواق الدببة والثيران ضروري جدا قبل اتخاذ قرار الاستثمار. ويمكنك معرفة الأخبار المؤثرة على اتجاه الأسواق من خلال الانضمام لأكاديمية المتداولين.