كل ما يجب عليك معرفته حول موسم الأرباح
يعد موسم الأرباح هو أكثر أوقات العام أهمية بالنسبة لمستثمري الأسهم، حيث يعتبر فرصة هائلة للمتداولين والمستثمرين اللذين يأملون في الاستفادة من هذا الحدث البارز لأن الأرباح القوية غالبا ما تؤدي إلى ارتفاع الأسهم. وفي هذا المقال نتحدث بالتفصيل عن ماهية موسم الأرباح وأهميته بالنسبة للمستثمرين وكيف يمكن الاستفادة من تقرير الأرباح فور صدوره.
ما هو موسم الأرباح؟
موسم الأرباح هو فترة ربع سنوية تقوم فيها معظم الشركات العامة بإصدار تقارير أرباحها. يساعد هذا التقرير المشاركين في السوق على جمع المعلومات من الشركات التي يراقبونها أو التي يتطلعون للاستثمار فيها. لذا فإن المتداولين والمستثمرين عادة ما ينظرون إلى موسم الأرباح كحدث بارز على التقويم. وعادة يتكون تقرير الارباح من الإيرادات وصافي الدخل وعائدات السهم والتوقعات المستقبلية للأرباح.
ولمعرفة المزيد حول موسم الأرباح، قم بالانضمام الآن إلى أكاديمية المتداولين.
ما هو توقيت موسم الأرباح؟
تحل مواسم الأرباح أربع مرات في السنة، ويبدأ موسم الأرباح عمومًا في الشهر التالي مباشرة لنهاية كل ربع مالي من السنة. وهذا يعني أن مواسم الأرباح يتم الإعلان عنها عادةً في الفترة من يناير إلى فبراير (نتائج الربع الرابع) ومن أبريل الى مايو (نتائج الربع الأول) ومن يوليو إلى أغسطس (نتائج الربع الثاني)، ومن أكتوبر إلى نوفمبر (نتائج الربع الثالث).
ومن الجدير بالذكر أن بعض الشركات الكبرى لديها سنوات مالية لا تتوافق مع السنة التقويمية. على سبيل المثال، تنتهي السنة المالية لشركة وول مارت في 31 يناير، كما يوجد شركات أخرى تفضل إصدار بيانات المالية بشكل نصف سنوي وليس ربع سنوي.
ما هي أهمية مواسم الأرباح؟
- تقدم مواسم الأرباح نظرة حول المركز المالي للشركة من خلال الاطلاع على بيانات قائمة الميزانية، مما يمكنك من استشراف آفاق مستقبل الشركة ومعرفة مدى استقرارها المالي.
- تفيد مواسم الأرباح في توقع سعر السهم، حيث يضع محللو الأسواق تقديرات عما إذا كانت عائدات الشركة ستزداد أم ستتراجع. فإذا فاقت الأرقام الفعلية توقُّعات المحللين، قد ترتفع الأسهم. أما إذا جاءت الأرقام دون التوقعات، فإن من المحتمل أن تهبِط الأسهم.
- إن الاطلاع على تقارير الأرباح السابقة فيما يتعلق بالإيرادات المُتوقعة والفعلية، وكيفية تجاوب السوق مع التقارير حينذاك وبالتالي يُساعدك على رسم سيناريوهات لحركة السهم.
- يتم الرجوع إلى تقرير الأرباح عند صدور أي إعلانات مفاجئة من الشركة والتي يمكن أن تؤثر على سعر سهم الشركة، قد يشمل ذلك برامج إعادة شراء الأسهم.
- إذا كان ما يحدث في سوق الأسهم يبدو مبهمًا، فإن موسم الأرباح يمكن أن يوفر بعض الشفافية. وذلك لأن الجميع يمكنهم الوصول إلى نفس مجموعة المعلومات المالية في نفس الوقت.
كيف يمكنك متابعة موسم الأرباح؟
تقوم بعض الشركات بالإعلان عن مواسم الأرباح من خلال مكالمات الأرباح، حيث يمكن للجمهور الاتصال والاستماع إلى الفريق التنفيذي وهو يصف نتائج الشركة لهذا الربع.
وتوفر العديد من الشركات أيضًا تسجيلًا هاتفيًا لمكالمة الأرباح على مواقع الشركات الخاصة بهم بعد المكالمة الفعلية، مما يتيح للمستثمرين المحتملين الوصول إلى هذه المعلومات، ويمكنك معرفة المزيد حول مواسم الأرباح للعديد من الشركات من خلال موقع أكاديمية المتداولين.
ما الذي يجب أن تبحث عنه أيضًا خلال موسم الأرباح؟
هناك مجموعة بنود رئيسية يجب النظر إليها بدقة من أجل فهم طبيعة أداء الشركة:
- إجمالي الإيرادات: هو ما تتحصل عليه الشركة نتيجة بيع منتجاتها وخدماتها للعملاء، دون الأخذ بعين الاعتبار النفقات والمصاريف التي صُرفت على هذه المنتجات والخدمات وأيضا ما تحصل عليه من عمليات بيع الأصول.
- صافي الدخل: يعرف أيضاً بصافي الربح؛ ويتم حسابه من خلال خصم جميع النفقات والتكاليف والفوائد والضرائب المختلفة من إجمالي إيرادات الشركة المسجلة خلال الربع المالي (أو سنة مالية). ويعد هذا المؤشر المالي من بين أهم الأرقام التي يولي لها المستثمرون أهمية، إذ يظهر مدى قدرة الشركة على تحقيق الأرباح.
- الربح التشغيلي: هو مجموع ما تحصل عليه الشركة من خلال نشاطها الرئيسي خلال فترة معينة وقبل احتساب أي فوائد أو ضرائب، ودون الأخذ في عين الاعتبار المداخيل المتحصل عليها من خلال أنشطة ثانوية، ويطلق عليه عادة اسم “EBITDA”. (الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء). لذلك، يمكنك استخدام EBITDA لتقييم مدى ربحية الشركة على أساس دخلها ونفقاتها.
- ربحية السهم: يرمز له عادة بـ “EPS”؛ يتم حسابه من خلال قسمة مجموع أرباح الشركة على عدد الأسهم القائم. ويظهر هذا المؤشر المالي مدى ربحية الشركة مع أخذ قيمتها الكاملة في الاعتبار، وكلما كان الرقم أعلى كلما كانت ربحية الشركة أعلى.
كيف تستجيب الأسواق لموسم الأرباح
في العادة تشهد الأسهم حركة تقلبات قوية فور صدور النتائج المالية في موسم الأرباح، فمثلا إذا سجلت شركة أرباح أدنى من المتوقع، فقد نرى تراجع حاد للسهم فور إصدار نتائج أرباح الشركة، ولكن هذه الحركة لا تدوم لفترة طويلة، لأن سببها في الأصل هو المضاربين أو المتاجرين.
أما المستثمرين متوسطي وطويلي المدى فإنهم يأخذون وقتهم في تفحص بنود النتائج المالية واستيعاب تفاصيل أداء الشركة من خلال المؤتمر الصحفي الخاص بإدارة الشركة أو من خلال التقارير المالية المفصلة، ومن ثم يبدأ السهم في التحرك في الاتجاه الذي يعكس حقيقة أداء الشركة وليس مجرد أداء الربح فقط.
فعلى سبيل المثال قد تسجل شركة من الشركات أرباح أدنى من المتوقع، مما يسبب تراجع لحظي في السهم، ولكن قد يكون هذا التراجع في الأرباح سببه تكاليف متعلقة بتوسع في الاستثمارات وبالتالي يعود السهم للصعود بعد أن يستوعب المستثمرون حقيقة أن الشركة تتوسع وتتطور.
وإذا كنت من المستثمرين الراغبين في الوصول إلى مستوى الاحتراف في التحليل المالي وتوقع أداء السهم بناء على النتائج المالية، فإننا ننصحك بالانضمام إلى أكاديمية المتداولين للاستفادة من خبراء التحليل المالي في هذا الجانب.
